إصرار إثيوبيا على التعنت في ملف سد النهضة يستدعي التفكير في حيثيات هذا التوجه والأسباب التي تجعلها تتصرف على هذا المنوال رغم معرفتها بخطورة ما تمارسه وما قد ينجم عنه من نتائج سيئة إذا ما استمرت، وكذلك تجاهلها لحساسية موضوع نهر النيل لمصر على وجه الخصوص، تأريخياً وتنموياً، وكونه شريان الحياة الذي جعل المؤرخين يصفونها بأنها هبة النيل. والأمر كذلك بالنسبة للسودان، ولكن نحن نشير إلى معرفة إثيوبيا بقدرة مصر وقوتها وتفوقها وأنها لن تسمح في النهاية بأن تتضرر من تبعات إقامة سد النهضة.
هذا الملف الخطير أكبر من قدرة إثيوبيا وحدها، إذ إن ملف الأمن المائي للعالم العربي هو أحد الأسلحة الهامة لمحاربته وتنفيذ المخططات طويلة الأجل ضده، فنحن نشاهد الآن ما آلت إليه الأمور في سوريا والعراق من جفاف لأنهار تمثل شرايين الحياة فيها نتيجة ما تفعله تركيا، وكون مصر الدولة العربية الأكبر فلا بد من إزعاجها بالملف المائي شديد الأهمية لها، فكان المدخل عن طريق إثيوبيا منذ فترة طويلة، بمعاونة وتشجيع أطراف أوجدت لأقدامها موضعاً في بعض الدول الأفريقية لتنفيذ أجندات طويلة الأجل.
مصر إلى الآن تتصرف كدولة كبيرة ومسؤولة بحسب ما تقتضيه قواعد القانون الدولي، وكذلك تفعل السودان. لكن الرعاة الذين يمثلون المجتمع الدولي في هذه الأزمة يتصرفون بشكل رخو لا يتسق مع أهميتها وخطورة مآلاتها إذا ما استمروا بهذا الشكل. المنطقة لا تحتمل مزيداً من الأزمات، وكل أشقاء مصر والسودان أعلنوا تأييدهم لهما في الحفاظ على حقوقهما المائية، وما نأمله ألا تمضي الأمور إلى نهاية مسدودة.
هذا الملف الخطير أكبر من قدرة إثيوبيا وحدها، إذ إن ملف الأمن المائي للعالم العربي هو أحد الأسلحة الهامة لمحاربته وتنفيذ المخططات طويلة الأجل ضده، فنحن نشاهد الآن ما آلت إليه الأمور في سوريا والعراق من جفاف لأنهار تمثل شرايين الحياة فيها نتيجة ما تفعله تركيا، وكون مصر الدولة العربية الأكبر فلا بد من إزعاجها بالملف المائي شديد الأهمية لها، فكان المدخل عن طريق إثيوبيا منذ فترة طويلة، بمعاونة وتشجيع أطراف أوجدت لأقدامها موضعاً في بعض الدول الأفريقية لتنفيذ أجندات طويلة الأجل.
مصر إلى الآن تتصرف كدولة كبيرة ومسؤولة بحسب ما تقتضيه قواعد القانون الدولي، وكذلك تفعل السودان. لكن الرعاة الذين يمثلون المجتمع الدولي في هذه الأزمة يتصرفون بشكل رخو لا يتسق مع أهميتها وخطورة مآلاتها إذا ما استمروا بهذا الشكل. المنطقة لا تحتمل مزيداً من الأزمات، وكل أشقاء مصر والسودان أعلنوا تأييدهم لهما في الحفاظ على حقوقهما المائية، وما نأمله ألا تمضي الأمور إلى نهاية مسدودة.